الإمام علي عليه السلام
يفضح أبي بكر
يفضح أبي بكر
في الخطبة الطالوتية !
ورد في مصادرنا عن أمير المؤمنين عليه السلام انه بمجرد أن بُويع أبي بكر في المسجد النبوي؛ خطب عليه السلام بهذه الخطبة الطالوتية.
فقال: أيها الأمة التي خُدِعت فانخدعت!! وعَرفت خديعة من خدعها، فأصرَّت على ما عَرفت واتبعت أهواءها، وضَربت في عشواء غوايتها، وقد استبان لها الحق فصَدت عنه، والطريق الواضح فتنكبته.
أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة! لو اقتبستم العلم من معدنه، وشربتم الماء بعذوبته، وادخرتم من موضعه، وأخذتم الطريق من واضحه، وسلكتم من الحق نهجه؛ لنهجت بكم السبل، وبدت لكم الأعلام، وأضاء لكم الإسلام، فأكلتم رغدا، وما عال فيكم عائل، ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد، ولكن سلكتم سبيل الظلام فأظلمت عليكم دنياكم برحبها، وسدت عليكم أبواب العلم فقلتم بأهوائكم، واختلفتم في دينكم، فأفتيتم في دين الله بغير علم، واتبعتم الغواة فأغوتكم، وتركتم الأئمة فتركوكم، فأصبحتم تحكمون بأهوائكم، إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر، فإذا أفتوكم قلتم: هو العلم بعينه، فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه؟! رويدا عما قليل تحصدون جميع ما زرعتم، وتجدون وخيم ما اجترمتم وما اجتلبتم.
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة! لقد علمتم أني صاحبكم والذي به أمرتم، وأني عالمكم والذي بعلمه نجاتكم، ووصيي نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخيرة ربكم، ولسان نوركم، والعالم بما يصلحكم، فعن قليل رويدا ينزل بكم ما وعدتم، وما نزل بالأمم قبلكم، وسيسألكم الله عز وجل عن أئمتكم، معهم تحشرون وإلى الله عز وجل غدا تصيرون.
أما والله! لو كان لي عدة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر - وهم أعداؤكم - لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق وتنيبوا للصدق، فكان أرتق للفتق، وآخذ بالرفق، اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين.
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة! لقد علمتم أني صاحبكم والذي به أمرتم، وأني عالمكم والذي بعلمه نجاتكم، ووصيي نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخيرة ربكم، ولسان نوركم، والعالم بما يصلحكم، فعن قليل رويدا ينزل بكم ما وعدتم، وما نزل بالأمم قبلكم، وسيسألكم الله عز وجل عن أئمتكم، معهم تحشرون وإلى الله عز وجل غدا تصيرون.
أما والله! لو كان لي عدة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر - وهم أعداؤكم - لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق وتنيبوا للصدق، فكان أرتق للفتق، وآخذ بالرفق، اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين.
ثم خرج من المسجد فمر بصيرة (حظيرة دواب) فيها نحو من ثلاثين شاة فقال: والله لو أن لي رجالا ينصحون لله عز وجل ولرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدد هذه الشياه، لأزلت ابن آكلة الذبان [الذباب] عن ملكه؛
"هنا الأمام عليه السلام يفصح عن حقيقة كون أبي بكر ينتمي لعائلة حقيرة وبيت وضيع وقد عيّره بأمه واصفا إياها بآكلة الذبان".
قال: فلما أمسى بايعه ثلاثمائة وستون رجلا على الموت، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " اغدوا بنا إلى أحجار الزيت محلقين".
وحلق أمير المؤمنين (عليه السلام) فما وافى من القوم محلقا إلا أبو ذر والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، وجاء سلمان في آخر القوم.
فرفع يديه إلى السماء فقال:
اللهم إن القوم استضعفوني كما استضعف بنو إسرائيل هارون، اللهم فإنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى عليك شئ في الأرض ولا في السماء، توفني مسلما وألحقني بالصالحين، أما والبيت والمفضي إلى البيت لولا عهد عهده إلي النبي الأمي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأوردت المخالفين خليج المنية، ولأرسلت عليهم شآبيب صواعق الموت، وعن قليل سيعلمون.
(الكافي:8/32 وبحار الأنوار:28/240).